فتاة تحدّت الطبيعة

المساهمات : 80 تاريخ التسجيل : 14/03/2008 العمر : 34

بين أيدينا قصة فتاة تحدّت الطبيعة، فتزيّت بزي الرجال لتمارس الحياة النسكية القاسية بفرح. ووُجه إليها اتهام سبب لها متاعب حتى لحظات انتقالها ولم تدافع عن نفسها. استطاعت أن تحرك السماء للدفاع عنها بعد انتقالها، وأن تكون سبب توبة وبركة لكثيرين. هى

القديسة العظيمة مارينا الراهب

القصة الفعلية :

نشأتها

كانت هذه القديسة ابنة رجل غني جدًا وكانت تسمى مريم ولدت فى القرن الثامن في بلاد بيثينية (لبنان). تيتمت من أمها سارة، وهي صغيرة جدًا فربّاها أبوها أوجاتيوس وأدّبها بكل أدب، ولما أراد أن يزوجها ويمضى هو إلى أحد الأديرة ليترهب هناك، بكت بمرارة ثم ألقت نفسها بين يدي أبيها قائلة له: " لماذا يا والدي تخلّص نفسك وتُهلك نفسي ؟ "

فأجابها: " ماذا أصنع بكِ وأنتِ امرأة ؟ " فقالت له: " انزع عني زي النساء وألبسني زي الرجال ".

ونهضت في الحال وحلقت شعر رأسها وخلعت ما عليها ولبست زي الرجال. فلما رآها أبوها قوية في عزمها، مجتهدة في إتمام غرضها، صرف جميع الخدم، ووزّع كل ماله على الفقراء والمساكين والكنائس وخرجا من منزلهما طالبين رحمة الله ومغفرة خطاياهما.

ثم انطلقا معًا سيرًا علي الأقدام حتى بلغا إلى الدير. قبلهما الأب المسئول بفرح بعد أن قدم الأب ابنته علي أنها ابنه مارينا، وأعطاهما قلاية ليعيشا معًا.

بعد الاختبار البسهما الأب إسكيم الرهبنة. عاشا معًا قرابة عشرة سنوات ثم تنيح أبيها

الأب مارينا

بقيت القديسة وحدها فضاعفت صلواتها وأصوامها وزادت في نسكها، ولم يعرف أحد أنها امرأة بل كانوا يظنّون أن رقة صوتها إنما هو من شدة نسكها وسهرها في صلواتها. وذاع صيتها في بقاع كثيرة، وأخذ كثيرون يتردّدون علي الدير بسببها.

إيفاد مارينا في مهمة خارج الدير

اتفق أن رئيس الدير أرسلها مع ثلاثة من الرهبان لقضاء مصالح الدير فنزلوا في فندق للمبيت، وكان أحد جنود الملك فيه تلك الليلة فأبصر الجندي ابنة صاحب الفندق فاعتدى على عفافها، ولقّنها بأن تقول لأبيها أن الأب مارينا الراهب الشاب هو الذي فعل ذلك. فلما حبلت وعرف بها أبوها سألها فقالت: "أن الأب مارينا هو الذي فعل بي هذا الفعل". فغضب أبوها لذلك وأتى إلى الدير وبدأ يسب الرهبان ويلعنهم. ولما اجتمع به الرئيس طيّب خاطره وصرفه، ثم استدعى هذه القديسة ووبّخها كثيرًا،

فبكت عندما وقفت على الخبر وقالت: " إني شاب وقد أخطأت فاغفر لي يا أبى ". فحنق عليها رئيس الدير وطردها من الدير،

فبقيت على الباب زمانًا. ولما ولدت ابنة صاحب الفندق ولدًا حمله أبوها إلى القديسة وطرحه أمامها فأخذته وصارت تتنقل بين الرعاة وتسقيه لبنًا. ثم زادت في صومها وصلاتها مدة ثلاث سنين وهى خارج الدير إلى أن تحنّن عليها الرهبان وسألوا رئيسهم أن يأذن بدخولها، فقَبِل سؤالهم وأدخلها الدير بعد أن وضع على القديسة قوانين ثقيلة جدًا، فصارت تعمل أعمال شاقة من طبخ وكنس وسقى الماء خارج عن الفروض الرهبانية والقوانين التي وضعت عليها.

التأمل :

سأتوقف فى هذه القصة العظيمة حتى هذه النقطة لتتأمل فيما مضى

يجب ان تفكر قليلا من فضلك فى شخصية هذه القديسة وتحاول ان تدخل إلى قدس أقداسها ( قلبها ) وتتعلم منها شيئا يفيد حياتك الروحية

نعرف جيدا ان من الصعب ان يكون انسان غنى فى العالم ويترك كل ماله وثروته ويعطيها لأخرين . فأنت تعطى عشورك بالعافية

فما بالك بالذى يفعل ذلك ولا يكتفى بهذا فقط بل بعد ان يعطى كل ما له يذهب لحياه الصحراء الصعبة جدا جدا فى ذلك الوقت

هل هى أكتفت بذلك فقط ؟؟؟ لا بل تجردت من جنسها أيضا كأنسة وتزينت بزى الرجال وانكرت ذاتها ، كل ذلك محبة فى السيد المسيح

سيبك بقى من كل ده على الرغم انه قليلين جدا اللى استطاعه يفعلوه وتأمل بقى فى اللى نادرين عملوه وهى كانت من النادرين دول

وهو تحملها لأتهامات باطلة تمس طهارتها وعفتها وليس هذا فقط بل تحملها الطرد من المكان الذى كانت تعشقه وهو الدير وليس هذا ايضا فقط بل اعطائها طفل رضيع لتتولى مسؤليه رعايته وتربيته فى الصحراء الجافة . لمـــــــــــــــاذا كل هذا يا مارينا العملاقة ؟؟؟

هل لكى تخرج من جو الكرامة الذى كانت تعيشه فى الدير ؟ هلى لكى تكتسب تواضع لنفسها أكثر ؟ هل لكى تقتل أى شعور بالكبرياء قد مر عليها ؟ هل محبة فى حمل صليب لأجل السيد المسيح ؟ ربما كل هذه الأسباب وربما اكثر منها ايضا

انا لا اريد ان اصعب الأمر عليك واطلب منك ان تفعل كما فعلت ولكن اريدك ان ترتفع قليلا عن مستوى الأرضيات وتسأل نفسك كيف أستطاعت ان تفعل هذا ؟ لماذا فكرها كان عالى وسماوى وانا فكرى ارضى وشهوانى ؟ لماذا هى كانت قادرة وانا مازلت عاجز عن فعل أى شئ ؟؟؟ وانا لا اقصد بالطبع ان تلفق اتهامات لنفسك او تبيع مالك وتذهب للصحراء . لأن ببساطة ربنا لا يهمه اين انت تعيش او مع من تعيش ؟ لكن يهمه اين قلبك يعيش ومع من يعيش ؟ هل مع العالم وشهواته ولا مع الملكوت وبركاته ؟ + يا ابني اعطني قلبك و لتلاحظ عيناك طرقي ( ام 23 : 26 )

ياريت الواحد يبأى عنده ربع الحب ده لربنا

فتاة تحدّت الطبيعة 151546123uw7