الوصفه السحريه

كانت هناك سيدة تعيش مع ابنها الوحيد في سعاده حتي مات الابن فحزنت السيدة جدا عليه و لكنها لم تيأس بل ذهبت الي حكيم القريه فطلبت منه ان يخبرها عن وصفه سحريه لأستعادة اينها الي الحياه , فقال لها :"احضري لي حبه خردل واحده بشرط ان تكون من بيت لم يعرف الحزن مطلقا".
وبكل همة اخذت السيدة تمر على بيوت القرية كلها وتبحث عن هدفها .
طرقت السيده باب من ابواب القريه ففتحت لها امرأه شابه فسألتها السيدة" هل عرف هذا البيت احزان من قبل " ابتسمت المرأه في مراره و أجابت "وهل عرف بيتي هذا الا كل الحزن" و اخذت تحكي لها أن زوجها توفي وترك لها اربعة اولاد ولا مصدر لاعالتهم سوي بيع اثاث البيت الذي لم يتبقي منه الا القليل , تأثرت السيدة جدا و حاولت أن تخفف عنها احزانها و في نهاية الزياره صارا صديقتين و لم ترد ان تدعها تذهب الا بعد ان و عدتها بزياره اخري فقد مرت مده طويله منذ ان فتحت قلبها لأحد لتشتكي له همومها , و قبل الغروب اخذت السيدة تطوف من بيت الي بيت تبحث عن حبة الخردل و طال بحثها لكنها للأسف لم تجد ذلك البيت الذي لم يعرف الحزن مطلقا لكي تأخذ من أهله حبه الخردل.. ولكنها كانت طيبة القلب فقد كانت تحاول مساعدة كل بيت تدخل في مشاكله و أفراحه , وتدور الأيام و أصبحت السيدة صديقه لكل بيت في القرية ونسيت تماما انها كانت تبحث في الأصل علي حبه خردل من بيت لم يعرف الحزن , فقد ذابت في مشاكل الأخرين ولم تدرك قط أن حكيم القرية منحها افضل وصفه للقضاء علي الحزن حتي ولو لم تجد حبة الخردل التي كانت تبحث عنها , فألوصفه السحريه قد أخذتها بالفعل يوم دخلت اول بيت من بيوت القريه .
حقا أن" فرحا مع الفرحين و بكاء مع الباكيين" (رو 15:12)
ليست مجرد وصفه اجتماعيه لخلق الألفه و الاندماج بين الناس , انما هي دعوه لكي يخرج كل واحد من انانيته ليحاول أن يهب لمن حوله البهجه و الفرح , فقد جاء المسيح و ولد في مزود بقر لكي يهبنا البهجه و الفرح الدائم لقد تخلي عن عرش مجده و أتي الي بطن العذراء و اخذ الذي لنا (الجسد)لكي نأخذ نحن الذي له و يتمتع العتيدين أن يرثوا الخلاص بهذا المجد الأبدي .