+ من هو الشهيد ؟ ؟ +

من هو الشهيد؟


استخدمت كلمة شهيد في أصلها اليوناني للتعبير عن إنسان لديه معلومات عن أحداث سابقة مستقاة عن طريق الاشتراك فيها ولا يحتفظ بهذه المعلومات لنفسه بل يشهد بها.



[color=darkred]وأيضاً فإن "الشهيد" كما يقول أحد الحكماء " هو من جسد ما آمن به من فكر أو عقيدة تجسيدا يمكن أن تشهده الأعين الشاهدة ومن تلك الأعين الشاهدة ما يكون من الآخرين ومنها ما يكون من ذات الإنسان نفسه فيشهد على نفسه بنفسه.






وأول شهيد في العالم - ذكر في الكتاب المقدس – كان هابيل البار وقد جسد لنا عقيدة التجسد والفداء بما قدمه من ذبيحة دموية كانت ترمز إلى ذبيحة الفداء – ذبيحة فادينا الحبيب – وقد شهد بها بدمه وهو شهيد يشهد على نفسه " وهو وان مات لم يزل يتكلم بعد" شاهدا عن ما كان يرمز إليه الذي جاء في ملء الزمان محققاً لنا الفداء معطياً لنا عهده الجديد .. عهد سر حبه ..

و أول من شهد لهذا العهد الجديد هو شهيد المسيحية الأول الشهيد اسطفانوس رئيس الشمامسة وأول الشهداء الذي رأى السماء مفتوحة والسيد المسيح جالس عن يمين الله – أي في مكان الصدارة والعظمة – وقد جسد ما شهد به بدمه ومن ثم كان شهوده أولئك الذين قال لهم السيد المسيح " وتكونوا لي شهوداً في أورشليم واليهودية والسامرة والى أقصى الأرض" (أع 1 : هؤلاء الآن بعد قيامته المجيدة وحلول الروح القدس عليهم جالوا مبشرين "وفي كل الأرض خرج منطقهم والى أقصى المسكونة بلغت أقوالهم" (مز 19 : 4) وقد شهدوا له بدمائهم التي كانت الدليل أقوى الدليل على حقيقة إيمانهم وصدق ما آمنوا به ـ وقد استطاعوا أن يغزوا العالم ويسبوا الجمع الى معرفة المسيح لا بسيف أو رمح ولكن بقوة هذا الإيمان الذي به انتصروا على الإمبراطورية الرومانية على الرغم من جحافل الاضطهادات التي قام بها أباطرة هذه الدولة وقد خلفت الآلاف المؤلفة من الشهداء وقد كانوا من جميع الشعوب ومن جميع الأمم وكل الأجناس والطبقات والثقافات.

من كل هؤلاء كان الشهداء وقد كانوا شهداء من أجل ثباتهم على إيمانهم، والمحافظة على عفتهم وطهارتهم، وابضاً تمسكهم بعقيدتهم، ومحبتهم في الملك المسيح.

وقد كان لمدينة الإسكندرية وديارنا المصرية النصيب الأكبر من هؤلاء الشهداء.

ومن أجل تخليد ذكراهم لم تقم لهم الكنيسة نصياً تذكاريه، ولكنها اتخذت باسمهم تقويماً منه وفي كل يوم من أيامه وعلى مدى دورات الزمن نذكر هؤلاء الأبرار الأطهار الذين جادوا بدمائهم الذكية التي جرت منهم أنهاراً روت - ولم تزل تروي – شجرة الإيمان.