مينا نصر من خدام مارجرجس
المساهمات : 659 تاريخ التسجيل : 02/05/2008
| موضوع: وجه أمى المبتسم السبت يونيو 28, 2008 11:46 am | |
| أنا يا رب إناء ترابي فارغ ، إملأني كما ملأت أجران الماء من الحياة إني جائع فاشبعني كما أشبعت الخمسة آلاف من خبز البركة (مار إفرام السرياني)
وجـه أمي المبتسم
تطلّعت مرثا إلى أختها الصغيرة سامية وقد شعرت بأنها تفكر في أمر عميق يشغل كل مشاعرها. سألتها: فيم تفكّرين يا مرثا؟ أجابت سامية: قرأت في رسائل القديس بولس: "فإننا ننظر الآن في مرآة في لغز لكن حينئذ وجهًا لوجه" (1كو12:13)، من ينظر في مرآة يرى وجهه بينما في السماء نرى اللََّه، فكيف نرى في مرآة، هل نرى أنفسنا أم نرى اللََّه؟" أجابت مرثا: "أما سمعتي القصة اليابانية المشهورة: "وجه أمي المبتسم"؛ سأرويها لك. قيل أنه منذ أكثر من قرن كانت أسرة بسيطة تعيش في قرية بسيطة فقيرة، لم يخرج سكانها إلا في حدود مدينة صغيرة جدًا يسيرون إليها بالأقدام. وفي أحد الأيام قال رب البيت لزوجته أنه مدعو للذهاب إلى رحلة بعيدة في العاصمة. صارت الزوجة في حيرة فقد خشيت على زوجها أن يذهب هذه الرحلة بما فيها من مخاطر، وفي نفس الوقت إنها فرصة عمره أن يرى العاصمة ويمر بجوار القصر الإمبراطوري ويشاهد أمورًا لم يروها من قبل ولا سمعوا عنها. في تردد وافقت الزوجة وهي تسأل اللََّه أن يحفظه من مخاطر الطريق. عاد الزوج بعد يومين يروي لزوجته خبراته الجديدة وصف لها أمورًا لم تصدّقها، ثم قدّم لها هدية جميلة في علبة مزيّنة. فتحت الزوجة العلبة فوجدت لوحًا معدنيّا محاط بزينة لفواكه وورود جميلة. قالت له: ما هذه؟. أجابها أن تنظر من الجانب الآخر. تطلّعت فرأت وجهها المبتسم الجميل على الجانب الآخر، إذ كانت مرآة تعكس صورة وجهها. صرخت في دهشة:"ما هذه الأعجوبة، في داخلها سيدة جميلة تبتسم وتتكلم، من هذه؟" أجابها: "هذه صورتك!". أجابت: "مستحيل! من يعرفني في العاصمة ليضع صورتي في هذا اللوح العجيب! حتمًا إنها أعجوبة!" فرحت السيدة بالهدية ووضعت الهدية الثمينة في مكان خفي لم يعرفه أحد، وكانت تخاف على الهدية، وكانت تراها كل عدة شهور مرة واحدة، تنعم بابتسامة السيدة التي في داخل المرآة!" مرّت سنوات ومرضت السيدة، وإذ اشتد بها المرض جدًا وشعرت بأن ساعة انتقالها قد اقتربت نادت ابنتها الوحيدة التي صارت شابة جميلة لها ذات ملامح والدتها وتتسم بالبشاشة الدائمة. قالت لها: سأقدم لك أثمن هدية، ثم سلّمتها العلبة وقالت لها: أرجو أن تفتحيها مرة كل شهر فستجديني في داخلها. كلما سرتِ في طريق الحق سترينني فرحة متهللة. أنا معكِ يا ابنتي! لم تفكر الابنة في الهدية إذ كان كل قلبها مشغولاً بوالدتها في لحظات احتضارها وقد تعانقتا والدموع تسيل من أعينهما ، ماتت الأم وتذكرت الابنة المبتهجة وحيدة والدتها. فتحت الابنة العلبة بقلب متهلل وتطلّعت إلى المرأة فرأت صورتها المتهلّل فظنّت أنها والدتها في صباها فصارت تحدّثها وتقول لها: "أُمّاه، لن أنساكِ سأسير في الطريق الذي يفرح قلبك!" ، بعد قبلات الحب وتبادل الكلمات أغلقت الابنة العلبة لتكرر الأمر كل شهر ، لاحظ الأب على ابنته أنها تسلك بروح تقوي وورع، ففي حديث معها قالت له: "إني أريد أن أبهج قلب أمي التي أراها مرة كل شهر!" تعجّب الوالد من حديثها، عندئذ أخبرته كيف تراها، فعرف أنها ترى صورتها هي التي تحمل سمات أمها!" ختمت مرثا القصة وهي تقول لسامية: "قلوبنا هي مرآة، وإذ نحمل سمات الرب يسوع فينا نراه بصورته العاملة فينا في داخلنا. لكننا سنراه وجهًا لوجه في السماء". + + + لتشرق بنورك على قلبي! وليتشكل روحك القدوس في أعماقي، فأصير مرآة تحمل أيقونتك في داخلي! متى أترك المرآة واراك يا حبيب قلبي
| |
|