وجدت مرة جوهرة كثيرة الثمن فى أحد المناجم الافريقية فقدمت الى ملك بريطانيا لتوضع فى تاجه ، فارسلها الى اخصائى هولندى لفحصها وتهذيبها .
فما كان من الاخصائى الا ان اخذ مطرقته وخبط الجوهرة بها خبطة فلقها الى نصفين ، بدا للناظر انه اتلفها وقضى عليها .
...... والحق ان هذه الطرقة الشديدة كانت ضرورية جدا لأن بدونها لن يستطيع الاخصائى فحص هذا الحجر ومعرفة نوعه وصلابته وكم يحتاج من الصقل والتهذيب ليبدو جماله النادر ، فيصلح لترصيع التاج الملكى .
لقد عمد هذا الاخصائى الماهر الى هذه الطرقة القوية لينزع الجوهرة من الغلاف الاسود الذى يكتنفها ، فيصقلها فيبدو للملأ جمالها ولمعانها وتألقها ، فيفرح بها الملك جدا وهى فى تاجه متوهجة متألقة .
وهكذا الحال معنا ... فقد تخبطنا مطرقة الله اكثر من مرة فتنزع عنا الغلاف الاسود وتصقلنا وتهذبنا فتتضاعف لنصبح درراً جميلة متألقة نادرة الوجود فى تاج ملك ورب الارباب ، فيرى العالم جمالها فيفرح بنا رب الارباب.