القمص ميخائيل جريس ميخائيل

ما أجمل هذا اللقاء..الذى أن دل على شئ فهو يدل و يوضح عمل الله الدائم من أجعل إسعاد البشرية جمعاء.. فهو مصدر الجود و المراحم و البركات و الذى يصنع معنا و يعطينا اكثر مما نسأل أو نستحق..

لم يخطر على بال هذا الرجل أبداً أنه سيشفى من ألامه الجسدية و النفسية بطريقة أو بأخرى بعد هذه السنوات الطويلة التى قضاها طريح الفراش..حيث لم يكن له من يهتم بأمره أو يحرص على مسعادته و مساندته فى وحدته و شدته و ربما لسبب شروره الكثيرة قد نبذه الجميع..

و لكن بالرغم من كل هذا جاء اليه المسيا ليمد له يد المعونة جاء لكى ينشله و يحرره من قيود المرض و الخطية و ليبدأ معه صفحة جديدة طاوياً صفحة ماضى هذا الرجل المظلم و حاضره المؤلم.

عقاب الخطية:

إن تجربة هذا الرجل كانت للتأديب لأنها كانت بسبب خطاياه و شروره و التى حذره السيد المسيح بعدم الرجوع اليها مرة اخرى لئلا يصيبه ما هو أشر من هذه السنوات الطويلة التى قضاها وحيداً طريح الفراش معذباً..

و لكن هناك أشر أو أقصى مما أصابه؟!!
نعم فهناك ما قاله عنه الكتاب المقدس: " و العبد البطال أطرحوه إلى الظلمة الخارجية هناك يكون البطاء و صرير الأسنان" و أيضاً ما جاء فى سفر الرؤيا: "و أما الخائفون و غير المؤمنين و الرجسون و القاتلون و الزناة و السحرة و عبدة الأوثان و جميع الكذبة فنصيبهم فى البحيرة المتقدة بنار و كبريت الذى هو الموت الثانى..

لقد كان فى حالة موت هذا الرجل المخلع و هو خاطئ يقع فيما هو أشر مما ذاقه طوال سنوات المرض "النار الأبدية المتقدة فبليس و ملائكته"

هذا هو ما يجنيه الإنسان من وراء الخطية التى سبق الكتاب المقدس ووصفها بشعة محذراً إيانا من تسربها إلينا أو تمكنها منا و التى إن لم نتب عنها نهلك "إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون"

فالخطية خاطئة جدا و مهلكة لأنها طرحت كثيرين جرحى و كل قتلاها اقوياء..

فأحذر أيها الإنسان و تب لأجل خلاص نفسك أولاً...

قم أحمل سريرك و أمش:

قالها السيد له المجد للمخلع الذى له 38 سنة طريح الفراش و لا يستطيع الحركة و فى الحال برء الإنسان و حمل سريره و مشى..

نعم أنه الرب القادر على كل شئ..الذى لا يستحيل عليه شئ فبكلمة فيه خلق كل الموجودات و هو بفمه الطاهر قال لابينا ابراهيم هل يستحيل على الرب شئ؟

إن هذا الرجل لم يكن محتاجاً سوى صدور الأمر الإلهى بالشفاء لذا جاء إليه الطبيب السماوى لينهى رحلته مع المرض و ينعم عليه بالحرية و الشفاء بكلمة منه..

أتريد أن تبرأ كلمة قالها السيد له المجد لمريض بيت حسدا و عندما طلب المريض منه الشفاء شفاه السيد فى الحال..

و الأن هل تريد أن تبرأ من خطاياك..
هل تريد أن تبرأ من عاداتك الردية المسيطرة عليك..
هل تريد أن تبرأ من القيود التى قيدك بها هذا العالم..
هل تريد ان تبرأ من مخاوفك و قلقك و اضطراباتك النفسية.
.تبرأ من كبريائك و أنانيتك و ذاتك المسيطرة على كل شئ فيك؟ أتريد أن تبرأ من كل هذا؟!

إن كنت تريد فأرجع غلى الرب بالتوبة إلى الأسرار الإلهية و اثبت فيه..ففيه تنال الخلاص ..فيه تنال الإبراء من كل خطاياك و أمراضك.

الأحد الخامس : أحد المخلع

حتى لو كان الضعف قد ملك حياتى و أصابنى بالشلل لم يعد لى استطاعة فقدت حرية نفسى منذ زمن طويل (38 سنة ) أرقد عند البركة ربما نسيت أمر شفائى لطول الزمان و استسلمت للنوم مكتفياً بالتطلع إلى من حولى ربما يكون الجميع تركونى و لم يعد أحد يسأل عنى و ربما أكون أنا السبب لأنانيتى ، هو من حين لأخر يأتى يسألنى : أتريد أن تبرأ؟ إنى أحترم رغبتك..هل تسمح لى أن أشفيك ، و حين يجدد هو الأمل فى الشفاء و أعلن احتياجى و رغبتى و عدم قدرتى (ليس لى إنسان) يجيبنى,,
أنا لك ألا أكفيك.!!

قم أحمل سريرك و أمش
**********


أبونا القمص ميخائيل جريس ميخائيل
كاهن كنيسة السيدة العذراء مريم بيجام