لاحظ الواعظ الأمريكي Rowland أنه غالبًا ما كان يُتهم بالجنون وعدم الواقعية لأنه يتحدث كثيرًا عن الأبدية، خاصة عقاب الأشرار الأبدي، الأمر الذي لا يقبله كثير من الأمريكان المعاصرين.
إذ يريد الإنسان تسكين ضميره وهو يرتكب الخطأ يحاول تسفيه من يتحدث عن نار جهنم والعذابات الأبدية بكونها عقائد قديمة تحمل روح الخوف وتحطيم النفس.
كثيرًا ما كان يروي هذا الواعظ لسامعيه القصة التالية:
إذ كنت أسير في طريق صخري منحدر سمعت فجأة أصوات بشرٍ تصدر عن حفرة صخرية على جانب الطريق. في حذرٍ شديدٍ سرت نحو الصوت وإذ بي أجد ثلاثة رجال كادوا أن يُدفنوا تمامًا في الحفرة الصخرية. لم أشعر بنفسي سوى انني أصرخ وأستغيث بأعلى صوتي، وكانت المدينة على بعد حوالي الميل... سمع البعض صراخي فأسرع كثيرون إليّ فوجدوني استغيث، ولا حول لي ولا قوة على إنقاذ الرجال.
بذل الناس كل جهدهم حتى أنقذوا الرجال، وكنا جميعًا فرحين متهللين.
لكن ما يدهشني انه لم يتهمني أحد بالجنون حين رأيت ثلاثة رجال يدفنون أحياء فكنت أصرخ وأستغيث، بينما كثيرًا ما يتهموني بذلك وأنا أرى جماهير الخطاة ينحدرون إلى الموت الأبدي ويهلكون ، وها أنا أصرخ كي يهربوا إلى السيد المسيح، الطريق الإلهي لكي لا يهلكوا .
V V V
حقًا كثيرًا ما يسخرون منا حين نهتم بخلاص اخوتنا كما سخر الشعب وكل القيادات بإرميا النبي القائل:
"لأني كلما تكلمت صرخت،
ناديت: ظلم واغتصاب.
لأن كلمة الرب صارت لي للعار وللسخرة كل النهار.
فقلت لا أذكره ولا أنطق بعد باسمه.
فكان في قلبي كنارٍ محرقةٍ محصورة في عظامي،
فمللت من الإمساك ولم أستطع" إر 20 : 8 - 9 .