ماذا تعرف عن تيطس (ذيئس) اللص اليمين ؟
ما العلاقة بين اللص اليمين وزجاجة عطر المرأة الخاطئة ؟
أقرأ هذه القصة الجميلة ... لمن لا يعرفها !!!
تقول بعض المصادر ان اللص اليمين هو ديماس ولكن الحقيقة التى تؤيدها المصادر والتى تنطق بها الايقونات القديمة هى ان اللص اليمين كان اسمه تيطس (ذيئس) واسمه الحقيقى كما سنعرف من قصته هو داوود ....
تعالوا معنا لنعرف عن قصص جميلة لم نكن نعرف عنها الا القليل ....
تيطس اللص اليمين كان اسمه الحقيقى (داوود) وهو ابن قيافا رئيس الكهنة الذى كان اسمهيوسف كما ذكر يوسيفورس المؤرخ وكان صهر حنان رئيس الكهنة وعديل يايروس قائد المئة، وهو على قدر من الثراء كبير ، وكان يسكن قصراً عظيماً اثث بأفخر الرياش وكانت له زوجة تدعى حنة ولم يرزقا الا ولداً وحيداً اسمياه داوود وكانت تسهر على تربيته مربية خاصة له كان اسمها برسكا .
كانت برسكا تحب رجلاً يونانياً كان اسمه دوماخوس وكان من اللصوص الخطيرين وكثيراً ما كان يتردد على حبيبته برسكا فى قصر سيدها قيافا .
ضبطه قيافا اكثر من مرة فكان تارة يرجوه وتارة يطرده وتارة يوبخه، واخيراً لما لم يمتنع جلده جلداً مبرحا حتى لا يعود للقصر مرة ثانية .
اغتاظ دوماخوس وقرر الانتقام من قيافا فإنتفق مع برسكا حبيبته على الزواج بشرط الهرب من بيت قيافا ومعهما داود الطفل وكان عمره وقتئذ ثلاث سنوات وفعلاً هربت برسكا تحمل الطفل داوود على ذراعيها .
اخذ قيافا يبث عيونه بحثاً عن وحيده داوود وراح الخدام يطوفون الشوارع والازقة يبحثون فى كل ركن عن الطفل. ولكن دون جدوى ومرت الايام والشهور والسنين ولم يعثر قيافا على ولده داوود. وحزنت الام ولازمهاا لحزن والألم وكان الانسان يراها دائما فى ذهول وعصبية شديدة. كانت تبكى ليلاً نهاراً وتتوجع حزناً على وحيدها الذى فقدته .
عاشت برسكا مع دوماخوس وانجبت منه طفلاً اسمه اسطفانوس شب وترعرع مع تيطس (داوود) وكانا يعتقدان انهما اخوة كما كان يعرف ذلك الناس من حولهم .
كبر تيطس وكان دوماخوس يدربه على صيد السمك حتى اصبح صيادا ماهرا، وكان فى الوقت نفسه يرافق دوماخوس فى اعمال السطو ويلازم افراد العصابة انه قوى الشكيمة حاذق وذكى وسيفوق ابيه مهارة .
كان تيطس ممتلئ الجسم شجاعا قويا وسيم الطلعة مفتول الساعدين اسود العينين. اما اسطفانوس بن دوماخوس فقد شب ضعيف البنية مشوه الشكل دميم الخلق هزيلا الا انهما كانا يحبان بعضهما حبا شديدا وكانا على يقين بأنهما اخوة اشقاء .
كان دوماخوس رجلا شريرا مندفعا فى شرب الخمر وحدث ان ثار على ابنه اسطفانوس مرة فضربه ضربة قوية على ظهرة فأعجزته وصار مقعداً . حزنت برسكا وتحركت فى نفسها الكراهية والحقد على زوجها دوماخوس، ذلك الوحش المفترس الذى كان سبباً فى عجز وحيدها.
مقابلة تيطس مع السيد المسيح
وقد حدث مرة ان كان دوماخوس وعصابته ومعهما تيطس فى مكمن الطريق التجارى الذى يربط بين مصر وفلسطين. عندما كانت العائلة المقدسة فى طريقها الى مصر هرباً من بطس هيرودس فأوقفهم دوماخوس وكان تيطس معه وحدث ان تمكن تيطس من رد ما اغتصب منهم من ملابس وزاد . وسار مع ركب العائلة المقدسة حتى حدود مصر وعاد بعدها الى افراد عصابته ونذكر هذه الحادثة بالتفصيل لعلاقتها مع موضوع الصلب .
فى تلك المنطقة الموحشة ما بين (عوجة الخفير والفرما) كانت تربض جماعة من قطاع الطرق اقتربوا من العائلة المقدسة وتقدم اليهما لصان لسلب ما تحمله افراد تلك القافلة ولكن خاب الرجاء عندما تبين لهما علامات الفقر واضحة جلية. لانهم ما كانوا يحملوا الا اليسير من الزاد بجانب خرق بالية . فرافقهم لص مقدما التحية المقرونة بالاحترام عارضا المعونة والحماية لهم فى تلك المنطقة الخطرة التى ينتشر فيها قطاع الطرق وسار بجانبهم يتحدث متصنعاً الشهامة والمروءة والاستعداد لمرافقتهم ليحرسهم حتى يعبروا سالمين وكان هذا اللص اسمه تيطس .
امنوا جانبه قليلاً وظل يسألهم عن سبب مرورهم فى هذا الطريق الى مصر ليلاً فقصت عليه مريم العذراء قصة حبل الطفل وولادته وانهم فى طريقهم تنفيذاً لامر سماوى .
اخذ اللص ينظر الى الطفل يسوع بإجلال واحترام ، فبهرته هالة نورانية تحيط بوجهه فطلب من امه ان تسمح له بحمل الطفل على ذراعيه لتمسه بركة ولكنها رفضت الطلب وشكرته على تعبه ورجته ان يعود الى رفاقه وازدادت حرصا على الطفل خوفا عليه من اللص .
ظل اللص يرافقهم حتى الحدود المصرية . وتطلع الى ليسوع فرأى العرق يتصبب من جبينه المقدس فأسرع اللص واخرج منديله مستأذناً مريم فى ان يجفف العرق عن وجهه شفقة عليه. بعد ان اكد لها نظافة منديله فسمحت له فمسح جبينه الطاهر، وهنا فاح اريج ذو رائحة عطرية جميلة من المنديل تعجب لها اللص، بعدما استرجع فى مخيلته ما سمعه من مريم من اعاجيب عند الحمل به وعند ميلاده وسجود الرعاة والمجوس له .
تصبب العرق عدة مرات وهو يجففه حتى امتلأ المنديل بعرق الطفل وكان يحمل زجاجة صغيرة اخرجها وعصر فيها قطرات العرق من المنديل واحتفظ بها بركة من هذا الطفل واستأذنهم فى العودة فرحاً مسروراً بالزجاجة التى ملأها بعرق الطفل .
نظر يسوع الى مريم وقال لها هذا اللص (تيطس) الذى رافقنا سيصلب على يمينى وسيسكن الفردوس لايمانه اما الثانى (دوماخوس) فسيصلب على شمالى ويهلك فتعجبت مريم ويوسف من هذا الكلام .
زجاجة العطر
احتفظ بها اللص سنين طويلة ولما فرغت يداه من المال باعها لتاجر عطور بـ 300 دينار وقد احتفظ التاجر بها فى محله وكانت موضع اعتزاز وتقدير الى ان جاءت امرأة جميلة كانت بالامس تلعب بالفضيلة وتعشق الرذيلة واعتادت ان تشترى منه الاطياب والعطور ولكن فى هذه المرة حضرت اليه تسأله عن اغلى العطور فى وقار وطهر، فعرض عليها الزجاجة فإشترتها بـ 500 دينار، واسرعت وسكبتها على قدمى يسوع ومسحتهما بشعر رأسها ونالت نعمة الحياة ونعمة الخلاص