لقد اثبتنا حاجة النفس البشريه الى طقوس وانتهيانا الى ان الديانه بوصفها حقائق روحيه تبلغ النفس يجب ان تشمل على طقوس واما هنا فنريد ان نتحدث عن بعض الفوائد التى تقدمها لنا الطقوس وهى ناحية جديدة تؤكد لنا اهمية الطقوس وضرورتها
تنقل الديانه الى الاطفال
ان الطفل الصغير لايمكن ان يتفهم حقائق الديانه عن طريق العقل ولايستطيع ان يقدر قيمة النصائح والارشادات التى يوجهها الكاهن او القارئ فى الكنيسه الى الجمهور المصلين كما انه يعجز عن متابعة الوعظ وفهم مدلول الكلمات المجردة ومع ذلك فحضوره فى الكنيسه ليس عبثاً ولاباطلاً لانه وان كان لايستفيد من كلمات والفاظ وعبارات لكن الطقوس الكنسيه تؤثر فى نفسه اثاراً بعيدة المدى وتجذب انتباهه وتستاثر بمجموع حواسه بل وشواعره وعواطفه الغضة الناشئة فيحب الديانه ويتعلق بالكنيسه
ويشغف بالعباده ويميل الى حضور الكنيسه ويتهلل بمجئ يوم الرب
فى الكنيسه تقسيم واضح بين موضع لايرى الطفل فيه غير كائنات ترتدى زياً خاصاً ولباساً كله بهاء وجمال ابيض مزركش الالوان الحية الجميله تقف بازاء مكعب مكسو بمفروشات عظيمة رائعه الزينة منقوشة بالصلبان المختلفه الشكل والانواعثم يرى فرقاً بين هؤلاء الخدام سواء فى الزى او الكرامه ثم يرى صوراً متنوعه على الحجاب الفاصل بين الهيكل ومكان وقوف الشعب ويتطلع الى الانوار فاذا هى معلقه فى سماء الكنيسه تزيدها ضوءاً ولمعاناً ثم اذ به يبصر القارئ يقرأ من فوق موضع خاص ويرى رئيس الكهنه يجلس فى موضع خاص ثم يسمع اصوات ترانيم والتلحين ويشنف اذنه بسماع الالات الموسيقيه ورنينها الساحر الرائع كان هذا وغيره يمتع به الطفل ناظرية وسامعيه وسائر حواسه فليتذ ويسر وينتعش ويدرك معانى الديانه
وتعاليم الكنيسه بطريقه محسوسه ملموسه وهى الطريقه الطبيعيه التى تلائم سن الولد الصغير ثم ان هذه الطقوس التى يراها الطفل ويسمعها ويحسها لها روعه وجمال وقوة وتاثير فى خيال الطفل وادراكه اعظم مما لها فى تفكير رجل كبير فاذا كنا ونحن رجال نشعر بقيمة هذه الطقوس فى انتعاشاً فلها فى نفوس الاطفال اثرا اعظم واخطر وفضلاً عن هذا كان للطقوس رساله تؤديها
وهى صامته فى نفس الطفل بأبلغ جدا مما يؤديها وعظ او تعليم اذ هى سهله على نفسه , مثيرة لانتباهه , محببه اليه ثم هى تغور الى نفسه فلا ينساها بل ويدرك ويستطيع فعلا ان يدرك اموراً فى روح الديانه باكثر مما ندركها نحن نظراً لمرونة فكره وسعه افق الخيال ولذلك نحسب ان اجل الخدمه تقدم الى الطفل والى الكنيسه معاً هى الكجئ بهم الى الكنيسه هذا خير واوقع وان كان لايغنى عن كل ارشاد وتعليم.
وقد يكون من غير المستطاع لدينا فى هذه الكلمات العاجله عن اثر الطقوس فى نفسو الصغار ان نتكلم باكثر من ذلك ومع ذلك فالدليل العملى خير دليل نعم فقد راينا اطفالاً صغار بل راينا رضعان يعجزون عجزا باتاً عن الكلام لانهم صغار ومع ذلك لاحظنا انهم فى البيت يتناغون مع انفسهم بمناغاه فيها نقل رقيق لانغام الكنيسه وذلك لان امهاتهم قد صحبن هؤلاء الاطفال معهن الى الكنيسه فتأثر احساس الطفل بالطقوس الكنسيه فاصبح متلذذاً بترديدها بل وقادر عللا ترديدها بدقة بالغه عظيمه
موضوع: فوائد الطقوس .. 
الأربعاء أبريل 30, 2008 7:12 am
