علم اللاهوت له صلة وثيقة بالعلوم الطبيعية فهو لا ينكر الطبيعة بل بالعكس يستخدمها فى موضوعاته وإنجازاته وكذلك الطبيعة تشهد للاهوت لأن نظام الطبيعة ودقتها وجمالها إنما يشهد لصانعها وخالقها وهو الله وحده .
لذلك هناك فرع عن علوم اللاهوت يربط بين الفكر اللاهوتى والعلوم الطبيعية يسمى بعلم اللاهوت الطبيعى أى أنه يبحث الصلة بين الدين والعلوم الطبيعية أو بين العلم والإيمان .
الطبيعة تشهد لله : الجبال والأنهار والفلك والإنسان والحيوان والنبات قال داود النبى " السموات تحدث بمجد الله والفلك يخبر بعمل يديه يوم إلى يوم يذيع كلاماً وليل إلى ليل يبدى علماً" ( مز 19 : 1 ) , وقال أيوب الصديق " أسأل البهائم فتعلمك وطيور السماء فتخبرك أو كلم الأرض فتعلمك ويحدثك سمك البحر من لا يعلم من كل هؤلاء أن يد الرب صنعت هذا الذى بيده نفس كل حى وروح كل بشر " ( أيوب 12 : 7 – 10 )
ضعف العلم : رغم أن هناك صلة كبيرة بين اللاهوت والعلوم الطبيعية إلا أننا لا نستطيع أن نقيم العلوم اللاهوتية على علوم الطبيعة للأسباب الآتية :
1. يعتمد العلم على جهد البحث وكل عالم له نظريته وله رأيه فلا يمكن أن نصل بالعلم وحده إلى رأى واحد .
2. يعتمد العلم على المادة والتجربة والمشاهدة والاستنتاج وأحيانا تكون المادة غير موجودة أو التجربة غير دقيقة وبالتالى يكون الاستنتاج خطأ لأن المبنى على خطأ هو خطأ
V قال عالم " تشارلى ستايميتز " عن المادة : سوف يأتى ذلك اليوم الذى يعرف فيه الناس أن المادة وحدها لا تجلب سعادة وإنها قليلة المنفعة فى حياة البشر وأن أعظم الاستكشافات سيتم فى ذلك اليوم الذى يتجه فيه كل العلماء إلى الله .
V وقال الفيلسوف الألمانى كانط : أئتونى بالمادة وسوف أعلمكم كيف يخلق الكون منها .
V وقال الفيلسوف هيجل : أننى أستطيع خلق الإنسان لو توفر لى الماء والمواد الكيمائية والوقت
هذه هى أقوال الفلاسفة والملحدين فالمؤمنون يعرفون أن المادة لا تفيد بدون الله والملحدون يطلبون المادة لكى يعرفوا العالم كيف يخلقون الكون فلماذا لم يخلقوا شيئا حتى الآن ؟
فى كل جيل يتقدم العلم وتظهر نظريات علمية جديدة تخطئ النظريات القديمة وهذا يدل على أن العلم غير ثابت فى آراءه وأحكامه .
قوة علم اللاهوت على العلوم الطبيعية : أما اللاهوت فلا يعتمد على بحث أو تجربة أو على رأى هذا أو ذاك وغير خاضع لمعمل أو مشاهدة واستنتاج , وإنما هو نتيجة إعلانات رؤى سمائية يعلنها الله للبشر بلا تدخل فيها وليس لأى إنسان فضل عليها لأن هذه الإعلانات فوق إدراك البشر وأعلى من علمهم ومعرفتهم . وهكذا يظهر على أنه رغم التوافق فى الهدف بين اللاهوت والعلم الا ان اللاهوت له تمايز على هذه العلوم فى أنه لا يخطئ ولا يتغير