هناك ترابط كبير بين علم اللاهوت وعلوم الطب ,إذ أن الطب يعالج أمراض الجسد وكذلك قال الله فى العهد القديم " أنا هو الرب شافيك " ( خر 15 : 26 ) , بل أن الله عاقب أخزيا الملك لأنه ألتجأ لأنبياء البعل ولم يلتجئ إلى رجل الله إيليا لكى يشفى من أمراضه ( 2 مل 1 )
وجاء المسيح بمعجزات الشفاء العظيمة التى بهرت الجميع , والكنيسة أيضا خصصت سرا من الأسرار السبعة بالأمراض الجسدية وهو سر مسحة المرضى , بل وهناك ملاك خصصه الله للشفاء وهو الملاك رافائيل كما هو واضح من معنى اسمه ( شفاء الله ) .
تمايز علم اللاهوت : رغم أن علم اللاهوت وعلوم الطب مشتركة جميعها فى هدف واحد هو علاج لأمراض الجسد إلا أن علم اللاهوت يتفوق على علوم الطب فى نواحى كثيرة :
1. علم الطب يعالج أمراض الجسد فقط أما الله بواسطة الكنيسة المقدسة وأسرارها فيعالج كل أمراض الروح والنفس والجسد .
2. فى علم الطب يتخصص الطبيب فى فرع معين من فروع الطب بل أحيانا يتخصص فى جزء صغير من هذا النوع أما الله فيعالج جميع أنواع الأمراض .
3. يعالج الطبيب مريضه بواسطة الكشف عليه وتحديد نوع الدواء الذى يستمر المريض فترة فى تعاطى الدواء أما الله فيشفى فى الحال وبدون واسطة .
4. يذهب المريض إلى الطبيب فى أوقات محدودة وربما لا يتحصل على الطبيب فى وقت حرج قد لا يستطيع المريض أن ينتظر أوقات الطبيب أما الله فتطلبه فى أى وقت فنجد معونة الرب حاضرة .
5. العلاج بالطب يحتاج إلى تكلفة مادية أما الله فهو الطبيب الذى يعالج كل الأمراض وفى أى وقت مجانا .
6. قد لا يجد المريض نتيجة للعلاج عند الطبيب . بل ربما يصير فى حالة أردأ ولكن مع الله فالنتيجة مضمونة فقط تحتاج إلى إيمان المريض .
وهنا يتبين لنا أن رب الإنسان كله روحا ونفسا وجسدا يعتنى به كما يعالج أمراض الروح بالتوبة والغفران كذلك يحل مشاكل الإنسان النفسية كذلك يعالج أمراض الجسد , وذلك لأن الإنسان كائن واحد وربما أى مرض لعنصر من العناصر يؤثر على العنصرين الآخرين .
فالإنسان المريض نفسيا يتعب جسديا كما قال سليمان الحكيم : " ألهم فى قلب الرجل يحنيه " ( أم 13 : 25 ) , فى حين العكس بقول : " الخبر الطيب يسمن العظام " ( أم 15 : 30 ) , وكذلك المريض جسديا يتألم نفسيا ويقلق ويؤثر المريض الجسدى على النفس وهذا ما دعا علماء النفس وعلماء الطب أن يؤسسوا علاجا يسمى " السيكوسوماتيك " أى النفسانى الجسدانى .
لهذا أعلن الرب رعايته للإنسان من كل جانب فهو الطبيب الشافى لكل أمراض الإنسان سواء كانت روحية أو نفسية أو جسدية .