الموسيقى القبطية
من اغانى الهدهدة الى الحان المعلم ميخائيل جرجس البتانونى
بقلم د راغب حبشي مفتاح
مدير قسم الموسيقى و الالحان بالمعهد العالى للدراسات القبطية
الموسيقى القبطية شأنها شأن كل مظاهرنا الحضارية امتداد لنهر عظيم لا ينضب معينه, هو الحضارة المصرية العريقة هضمت و ذوبت داخلها كل العناصر...و فى هذه الدراسة كتب د راغب مفتاح عن الوشائح العميقة التى حفظت لنا نهر الموسيقى متدفقا منذ عرف المصريون القدماء موسيقاهم
ومن المعروف ان الموسيقى ليست كغيرها من الفنون الاخرى يغيب اثرها بغياب مكوناتها و تنقطع صلة الناس بها باختفاء مقوماتها بل هى فن يشارك فيه الشعب كله يردد صداه فى صباحه و مساءه وفى افراحه و اتراحه وهو ان غابت مكوناته واختفت مقوماته وجدت صورة من هذاو ذاك على السنة الناس تتردد على مر الايام
اما الموسيقى المصرية القديمة فهى لا زالت بشهادة كل العلماء و الموسيقين ماثلة فى صورتين
احدهما: تتمثل فى حياة الناس العامة لاسيما فلاحى مصر و مصر العليا بصفة خاصة ممن عاشوا حتى اليوم ابعد ما يكون عن المؤثرات الوافدة و بقيت لهم اغانيهم بترنيماتها على صورة ما لم تبعد عما كانت عليه فى الماضى البعيدوما نظن بانها غير استبدال الفاظ اما عن الاداء فهو قريب مما كان....
والاخرى: تتمثل فيمالا يزال يتردد بين ارجاء الكنيسة القبطية على السنة المرتلين و الشعب يؤدونه كما هو ولقنوه فمسيحيو مصر مصريون ورثوا عن ابائهم الفراعنة موسيقاهم لم يصرفهم عنها خروجهم من معتقدو لم يمس امعتقد الجديد تلك الموسيقى القديمة فى صميمها و انما مسها فى ظاهرها فلون منها شيئا ولكنها لا تزال هى هى موسيقى فرعونية بلحمتها وسداها.
اما عن الموسيقى الشعبية فمن المعروف انه يستمر فى حياة الشعوب الاف السنين لان الحوافز التى املت على المصرى منذ ملك ان يعبر عن خلجات نفسه و يفصح عن مشاعره غناء و انشادا لا تزال هى الحوافز التى تملى على مصر اليوم فالعادات و التقاليد و البيئة و الطبيعة لم تختلف او تتغير لا القليل جدا
و تسوق إيلونا بوشاى امثلة عديدة مدعمة بالتدوينات الموسيقية على هذا الرأى ومن بين تلك ااغانى الخالدة اغنية نام نام وادبح لك جوز حمام و افرق هولك على الجيران اسكت اسكت وادبح لك جوز كت كت
اما عن الموسيقى الكنيسة القبطية ففى ايضا تقول ايلونا بورشاى ان الملامح الميلودية لاية موسيقى تبقى ثابتة لا تتغير و انما الذى يتغير هو طريقة ادائها و هكذا الحال فى كل موسيقى تعتمد على السماع لا على التدوين مثل الموسيقى الفولكلورية و كذلك الموسيقى المختلفة التى منها الميلوديات الطقسية المختلفة فى الكنائس الشرقية
و مما يؤكد استمرار الكنيسة المصرية الفرعونية فى الموسيقى القبطية هذة الالحان المسيحية القديمة التى تتشابه فى الفاظها وتختلف فى موسيقاها واوضح دليل هو عقد مقارنة بين الموسيقى القبطية الكنيسية و الموسيقى الحبشية الكنسية فعلى الرغم من ان الكنيسة الحبشية وليدة الكنيسة القبطية فثمة عالمان مختلفان تماما يحتفظ كل منهما بالملامح الخاصة بثقافتهم القديمة