كلنا نؤمن بالمعجزات ونصدقها ونستشعرها في حياتنا اليومية ، ولكن ثقتنا وإيماننا هو في شخص الرب يسوع المسيح . فالله مُبارَك في الكتاب المقدس: «مبارَك الرب الله... الصانع العجائب وحده» (مز 72: 18).
والله لا يحدُّه شيء فهو السيد المالك على كل شيء والخليقة كلها بين يديه ويقدر أن يعمل فيها كل ما يشاء ، ووقت ما شاء بكل تدبير حسن حسب صلاحه .
فنحن نؤمن بالمعجزات، أي نؤمن بقدرة الله الفائقة غير المحدودة على عمل أي شيء لخير وخلاص الإنسان بكل تدبير حسن . لذلك، فنحن نضع ثقتنا وإيماننا، ليس في المعجزات ذاتها ولا من صنعت بواسطته بنعمة الله ، بل في شخص ربنا يسوع المسيح وحده فقط !!!
وفي معجزة إطعام الخمسة الآلاف نفس كما وردت في (يو 6: 1-13)، نجد الجموع الكثيرة تتبعه، ولأي سبب؟ «لأنهم أبصروا آياته التي كان يصنعها في المرضى». فالسبب هو رؤيتهم للمعجزات، وليس ليروا الرب يسوع ويتبعوه بكل قلوبهم ويطلبوه في شخصه هو !!!
لكن هذه المعجزة تبيِّن لنا ثلاث حقائق، فلنتأملها جيداً:
1 - لا توجد مشكلة تستعصي على المسيح ليحلَّها:
فإن كان لك مشكلة عويصة اليوم، فاقرأ هذه الآيات الأولى في الإصحاح السادس: فهناك 5000 نفس جائعة ولو إلى القليل من الطعام، كما قال المسيح لفيلبُّس تلميذه، ويردُّ عليه فيلبُّس: «مِن أين نبتاع خبزاً لنُطعم كل هؤلاء»؟ «لا يكفيهم خبز بمائتي دينار، ليأخذ كل واحد شيئاً يسيراً». لقد حسب فيلبُّس حساب حلِّ المشكلة، وعرضه على المسيح كأنه من المستحيل دفعه. فأمسكْ مشكلتك وضاعفها مرة ومرتين وثلاثة واسأل نفسك: هل مشكلتي خطيرة تستعصى على الله أن يحلَّها؟
هل العيب في المسيح أم في إيماني أنا ؟
2 - لا يوجد شخص أصغر من أن يستخدمه المسيح:
حينما يحلُّ المسيح المشاكل، فهو يستخدم البشر. فمَن هو الذي استخدمه المسيح في معجزة إشباع الخمسة الآلاف؟ ”غلام“ (أي ولد صغير). وما هي إمكانياته؟ ”خمسة أرغفة شعير وسمكتان“!
أي لا شيء بالنسبة للخمسة الآلاف. فالله لا يطلب منك ما ليس عندك، أو ما لا يمكنك أن تعطيه ؛ بل يطلب ما هو عندك. فالله هو وحده القادر أن يفعل العجائب والعظائم بالأشخاص العاديين جداً ، وبأقل الأشياء ...
3 - الرسالة من وراء المعجزة الإيمان بشخص الرب يسوع:
وبعد أن سدَّ الرب يسوع الأعواز التي للجوعى ، أعطاهم الرسالة من وراء المعجزة: أن تتجاوز إلى ما وراء المعجزة إلى شخص الرب يسوع نفسه. افتح إنجيلك واقرأ الآيات من إنجيل يوحنا أصحاح 6، أعداد من 26-65، وأنت تعرف هذه الرسالة، ولتركِّز على هذه الأساسيات:
- «اعملوا لا للطعام البائد، بل للطعام الباقي للحياة الأبدية الذي يُعطيكم ابن الإنسان».
- ولما سألوه: «ماذا نفعل حتى نعمل أعمال الله»؟ أجاب الرب يسوع وقال لهم: «هذا هو عمل الله: أن تؤمنوا بالذي هو أرسله».
فأعمال الله التي يجب أن نعملها هي:
أن نؤمن ونثق في شخص الرب يسوع المسيح وحده وليس بأنفسنا ولا بمن استخدمه الله في صنع معجزه أو آية .
- وحينما نجري وراء الرب يسوع طمعاً في خبز أو في سمكة، يقول لنا الرب: «أنا هو خبز الحياة. مَن يُقبل إليَّ فلا يجوع، ومَن يؤمن بي فلا يعطش أبداً».
فهذه هي الرسالة:
الرب يسوع المسيح وحده هو من تطلب . فلا تطلب شيئاً سواه ، لا معجزة، ولا أي شيء آخر: «اطلبوا أولاً ملكوت الله وبرَّه.» (مت 6: 33)
وهو قادر أن يدبر حياتك كما يليق ، لكن دع ثقتك فيه ، واتركه أن يفعل ما يشاء
فأنت – عن صدق - محتاج إلى الرب يسوع المسيح، لا إلى أي شيء آخر. والرب قادر أن يسدَّ أعوازك واحتياجك ، حسب غناه، وحسب مشيئته.
4- توافق المعجزة مع وصية الله :
مستحيل تحدث معجزة ضد وصية الله أو كلامه المقدس ، لأن أحياناً كثيرة نجد من يكتب عن معجزات حدثت له وهي أبعد ما تكون عن وصية المسيح ، فمثلاً وفي منتديات كثيرة جداً ، نجد أن هناك من يكتب عن معجزة حدثت له وهي خاصة بالنجاح ، أنه نجح لما تشفع بأحد القديسين أو أخذ رمل أو حنوط من قديس معين ووضعها أو لمس بها ورقة الامتحان ، وهو لم يذاكر طول السنة - وقضاها لعب وعدم اكتراث - ومع ذلك نجح بتفوق ، ولا يعلم أن هذا مخالف لوصية الله عن الأمانة ، فكيف اعتبر كسله وتراخيه عن المذاكرة وعن عدم أمانته كمسيحي حقيقي محل معجزة وعمل الله ، مع العلم أن الشيطان قادر أن يغير شكله لصورة ملاك نور ، وكثيرين حدثت معهم معجزات باسم الله وهي أبعد ما تكون عنه ، وذلك شهد عنه الآباء في مواقف متعدده لن نقدر أن نفيها الآن ...
ومن العجيب جداً والمفارقات الغريبة أن كثيرين يفتخروا بهذا معلنين دون أن يدروا على أن المسيح له المجد ظالم ، وطبعاً حاشا أن يكون هذا ، فالإنسان الأمين الذي يذاكر بأمانة تامة نجح مثله مثل الإنسان الغير أمين ، مع أن الفرق فيما بعد سيصير واضح أن هذا إنسان – الناجح بمجهوده الحلو - علمي ومفكر عارف واجباته – ما عليه وما له – والآخر إنسان سطحي لم ولن يتعلم شيئاً ، يخرج للمجتمع ضعيف علمياً ولا يبرع في مجاله أو يكون مفيداً لأحد !!!
فيا من تظنون أنكم تمجدون المسيح أو القديسين ، أنتم بهذا تحزنوا الروح القدس فكونوا فاهمين مشيئة الله وحيل عدو كل خير ...
وسؤال يا ترى اللي بينجحوا برضوا من غير ما يذاكروا وهم مش معترفين بالقديسين ولا بالمسيح حدثت معاهم معجزة برضو !!!!!
وأيضاً لما واحد بيبقى حانق على أخوة وفي حالة خصومة ويرفع قضية ويكسبها يقول إن الله عمل معاه معجزة لما ندر ندر للقديسين ، وكسب القضية ، ويقيم أفراح مفتخراً أنه وضع أخ له في السجن أو رفع قضية على أخوه وسلب كل ما له ، ... الخ ... الخ ....
مع أن الوصية بتقول أنه لازم يصالح أخوة ويغفر له ، فكيف المسيح يخالف نفسه والقديسين يخلفوا وصية المسيح ويعملوا معجزة وكأنهم فوق الوصية ( سامحني يا رب أنا لا أتطاول على أحد ولكني أريد أن أظهر حقك وكلمتك الصالحة ) ، ياريت حد يفهمني ، لأني مش قادر أفهم !!!!!!!!!!!
طبعاً – غير المصيبة الكبرى – لما ندَّعي أن قديس مثلاً أنتقم من واحد واصابه بمرض أو علهً ما ، لأنه تطاول عليه أو عمل شيء يهينه ، مع أن المسيح أوصى أحبوا أعدائكم ، والقديسين عاشوا يحبون الجميع بلا تفريق ، والغريب جداً أننا نسينا أن القديسين العظام والرسل أنفسهم أتهانوا كثيراً جداً - ولا زالوا - بل وضربوا وقتل بعضهم ودائماً يطلبون الغفران لأعدائهم ، فأي قديس هذا الذي يلعن أو يصيب أحد بمرض ما !!!!
ولنا شهادة حية وهو القديس اسطفانوس أول الشمامسة وأول الشهداء / حينما رجم رأى السماء مفتوحة ونطق قائلاً اغفر لهم
ولا يقول قائل - مهما على شأنه أو ضعف - مقولة الله بيكرم قديسية ، لأن مش منطق يكرمهم بمخالفة وصية صريحة نطق بها وعاشها هو نفسه وسلمها للآباء والرسل وعاشوها هما أيضاً بكل دقة ونادوا بها !!!
هل يوجد من هو فوق الوصية ، وهل الله يخالف نفسه (سامحني يارب ) ، ولا أعلم حقيقة المصادر للقصص الغريبة التي تنهال علينا أين مصدرها !!!
وليس عندي أي سند غير الكلام المتناقل من الناس !!!
طبعاً دية مجرد أمثلة لأشياء كثيرة جداً مختلفة مع وصية المسيح والناس بتفرح بها وتتحاكى عنها كأنها معجزة ؛ فلنستفيق ونتوب ونتعلم ما هي مشيئة الله المقدسة وعمله الحلو ...